صدور متتبع العطاء العالمي 2023

مقدمة

متتبع العطاء العالمي (GPT) هو المجهود البحثي الأول من نوعه الذي يقيس التبرعات العابرة للحدود من الأشخاص والمنظمات في العالم. نسخة العام ٢٠٢٣ هي النسخة الحادية عشرة لهذا المتتبع والتي تردم الفجوة ما بين الحاجة المتزايدة لتعقب الأعمال الخيرية والنقص المعرفي حول النطاق الدولي للتبرعات. تستند النتائج التي توصل إليها هذا التقرير على أموال الأعمال الخيرية الصادرة من ٤٧ دولة في عام ٢٠٢٠ أو السنة الأكثر حداثة التي توثق هذه التبرعات. نتائج التقرير مبنية أيضاً على ثلاثة موارد مالية يتم تعقب حركتها بشكل مستقل عن المصدر، وهي: المساعدات الإنمائية الرسمية، التحويلات النقدية واستثمارات رأس المال الخاص من خلال هذا التقرير حول مسارات هذه الموارد المالية، يقوم المتتبع الخيري العالمي بتوضيح التعاون الذي يحصل ما بين المجتمعات المدنية والحكومات والشركات والأفراد لمعالجة القضايا المجتمعية حول العالم[1].

فيما يلي عرض للملخص التنفيذي للتقرير، والذي قامت بترجمته الى العربية جولي هركل مساعدة الأبحاث في كلية ليلي فاميلي لدراسة الأعمال الخيرية – جامعة إنديانا، وراجعه د. سامر أبو رمان المشرف العام لمركز عالم الآراء لاستطلاعات الرأي، والباحث المتخصص في جامعة برنستون، والباحث الاستشاري في البعثة المتحدة للإغاثة والتنمية UMR، والذي سبق وأن اعد التقارير القطرية لكل من الكويت والأردن في متتبع العطاء العالمي 2020.

النتائج الأساسية

الصورة الشاملة لحركة الأموال الخيرية العابرة للحدود ما بين ٤٧ دولة

  • في العام 2020 ساهمت الدول الواردة في التقرير والتي يبلغ عددها 47 دولة بحوالي 70 مليار دولار من التبرعات الخيرية وحدها[2]، كما ساهمت هذه الدول بـ 841 من مجموع الأموال لأربعة مصادر عابرة للحدود، وهي: الإيرادات الخيرية والمساعدات الإنمائية الرسمية والتحويلات النقدية واستثمارات رأس المال الخاص (انظر الشكل1)، تشكل الإيرادات الخيرية 8% من إجمالي الموارد العابرة للحدود.
  • انخفض المستوى الإجمالي للإيرادات الخيرية العابرة للحدود والمصادر المالية الثلاثة الآنفة الذكر من هذه البلدان الـ 47 بحوالي 2% آخذين بعين الاعتبار معدل التضخم، من 859 مليار دولار[3] في عام 2018 الى 841 مليار في عام 2020. أظهر قطاع الأعمال الخيرية اتزاناً حيث لوحظ انخفاض طفيف بمقدار 0.5% بالمقارنة مع إجمالي 71 مليار في عام 2018.

أنواع التدفقات المالية للأعمال الخيرية حسب نوع التبرع والجهة المستقبلة

  • في هذه النسخة من التقرير بقي التعليم والصحة اهم سببين للتبرعات الخيرية كما هو الحال في عام 2018، حيث تلقى كل منهما تدفقات مالية عبر الحدود من 9 دول في عام 2020، هذه البيانات تستند على تحليل المعلومات المتوفرة من 14 دولة، لا شك أن هذه الأسباب تتناسب بشكل مباشر مع هدفي التنمية المستدامة 3 و4 (التعليم الجيد، الصحة العالمية والرفاهية على التوالي)، لم توضح معظم البلدان التي تم تحليل بياناتها المتاحة كيفية توافق أسباب التبرعات مع أهداف التنمية المستدامة، في الحقيقة يمكن تصنيف جزء فقط من هذه الأسباب ضمن إطار عمل أهداف التنمية المستدامة.
  • كانت إفريقيا المنطقة الأكثر دعماً من الـ 19 بلداً التي لديها بيانات تفصيلية متاحة تشير الى المناطق المستقبلة للتبرعات، ومن بين هذه المجموعة الفرعية للبلدان، فإن 15 دولة وجهت تبرعاتها الى إفريقيا، و9 دول الى آسيا، و9 دول الى أوروبا. مقارنة بعام 2018، بقيت إفريقيا وآسيا اعلى منطقتين مدعومتين بالعمل الخيري الدولي، في حين زاد عدد البلدان التي تبرعت لأوروبا في العام 2020.

مستقبل الأعمال الخيرية العابرة للحدود

  • إن الابتكارات التكنولوجية والطرق الجديدة في إرسال التبرعات لديها القدرة على إحداث ثورة في العمل الخيري الدولي، حيث أدى انتشار وسائل التبرع المستحدثة والآخذة بالبروز كالتمويل الجماعي والتبرعات بالعملات الرقمية وصناديق المال التعاونية العالمية الى تسهيل وتسريع الأعمال الخيرية على المستويين المحلي والدولي خلال جائحة كوفيد-19.
  • تؤكد نتائج هذا التقرير على الحاجة المتزايدة للتعاون بين البلدان والقطاعات والجهات الفاعلة الخيرية، كما وتسلط الضوء على أهمية تحسين جميع البيانات في القطاعات الجديدة التي تذهب إليها التبرعات، وعلى إنشاء هيكلية أفضل لنشر تقارير تركز على التبرعات التي تصب في إطار أهداف التنمية المستدامة، وأخيراً على جعل جهود تعقب البيانات تستهدف بشكل خاص التبرعات الدولية التي تعزز قيم التنوع والعدالة والاندماج.
  • يمكن تعزيز العمل الخيري العابر للحدود من خلال تسليط الضوء على خبرات وتفاني المغتربين ومجتمعاتهم في المهجر والاستفادة منها، حيث تتكاثف مجتمعات المهاجرين ولا سيما في أوقات الأزمات لتقديم إغاثات خيرية ذكية تستهدف المحتاجين إليها حقاً في أوطانهم الأصلية.

المقترحات

إن العدد المتزايد من الأزمات والكوارث الطبيعية أو المفتعلة يلقي الضوء على الحاجة إلى تحسين نظام الأعمال الخيرية العابرة للحدود، لا سيما من خلال دعم المنظمات المحلية وقياداتها، والتي غالباً ما تكون أول المستجيبين في أوقات الأزمات، يجب على الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية تقديم الدعم اللازم لتطوير المنظمات الخيرية المحلية من خلال توفير البنية التحتية وبناء القدرات والحماية والتبادل المعرفي.

خلال جائحة الكوفيد -۱۹ قامت العديد من المبادرات المبتكرة وبشكل نشط بتوفير البيئة المناسبة عندما أصبحت قنوات إرسال واستقبال التبرعات الدولية غير متاحة ولم يكن من الممكن الوصول إليها أن هذه النتيجة التي توصل إليها البحث تم تأكيدها في المؤشر العالمي لبيئة الأعمال الخيرية للعام ٢٠٢٢. على المنظمات الخيرية الاستمرار بتقوية التعاون الفعال لتوطيد جهود الأعمال الخيرية المحلية ودعم المانحين الذين قد يواجهون صعوبات تنظيمية وإدارية بإرسال التبرعات الأجنبية وذلك من خلال توضيح القواعد الرسمية الضابطة للتبرعات العابرة للحدود وأفضل الطرق للتعامل معها.

هناك ندرة في البيانات المتاحة حول التبرعات الدولية الموجهة لأسباب معينة مثل مقاومة التغير المناخي واللامساواة والتمييز العنصري. من المهم للغاية أن نتعقب التبرعات الموجهة لهذه الأسباب ودعم مشاركة المعلومات وشفافيتها. وأيضاً بناء البنية التحتية اللازمة لرصد البيانات بشكل ممنهج وإنشاء معايير دولية لنشر وتبليغ هذه البيانات بالتعاون مع قطاع الأعمال الخيرية. تمكّن التطورات فيما يتعلق بتوافر المعلومات ذات الجودة العالية من إرشاد الأفراد والمنظمات للتبرع بذكاء واتخاذ قرارات مؤثرة وفعّالة في مجال العمل الخيري.

المصدر: جامعة إنديانا كلية ليلي فاميلي لدراسة الأعمال الخيرية – المؤشر الخيري العالمي ٢٠٢٣

البيانات: تم جمع البيانات المتعلقة بالمساعدات الإنمائية الرسمية واستثمارات رأس المال الخاص من المنظمة الدولية للتعاون والتنمية، وبيانات التحويلات النقدية من البنك الدولي، وبيانات الإيرادات الخيرية من مصادر متعددة تم بحثها في جامعة إنديانا – كلية ليلي فاميلي لدراسة الأعمال الخيرية ومشاركتها من قبل منظمات بعض الدول التي تتعاون مع الجامعة. يرجى الاطلاع على ملحقات التقرير للتعرف على مصادر البيانات لكل من اقتصادات الدول المذكورة.

[1]  لتحميل التقرير الكامل باللغة الإنجليزية 2023 Global Philanthropy Tracker Full Report

[2]  تختلف البيانات المتعلقة بتدفق التبرعات الخيرية من الـ ٤٧ دولة التي تضمنها هذا التقرير من حيث الجودة. وبالتالي، فإن البيانات التي تمت مناقشتها في هذا التقرير ممكن أن تقلل من المنظور الفعلي لتدفق التبرعات الخيرية في بعض الحالات.

[3]  في هذا التقرير، جميع العملات تم تعديلها لقيم الدولار الأمريكي حسب عام ٢٠٢٠.