حتى في استطلاعات الرأي التي يُجريها خصومه، يتربع “ممداني” على عرش عمدة نيويورك!

في خضم السباق السياسي المحتدم نحو منصب عمدة نيويورك، تبرز شخصية زهران ممداني كظاهرة انتخابية لافتة، ليس فقط في استطلاعات الرأي التي تنفذها الجهات المحايدة، بل حتى في تلك التي يُجريها خصومه السياسيون. هذا التفوق اللافت يعكس تحولًا في المزاج العام للناخبين، ويطرح تساؤلات عميقة حول أسباب هذا التقدم، ومدى تأثيره على المشهد الانتخابي المقبل.

في هذا المقال، يستعرض مشرف عام مركز ” عالم الآراء”  د. سامر أبو رمان، خلاصة نتائج عشرات استطلاعات الرأي التي رصدت اتجاهات التصويت، وتصدر ممداني للمشهد، رغم التحديات والمنافسة.

حتى في استطلاعات الرأي التي يُجريها خصومه، يتربع زهران ممداني على عرش عمدة نيويورك!

خلاصة نتائج عشرات الاستطلاعات في مقال لمشرف عام المركز، د. سامر أبو رمان

د. سامر أبو رمان

في مشهد انتخابي صاخب مثل ” التايمز سكوير”، يبرز زهران ممداني كظاهرة سياسية لافتة في سباق رئاسة بلدية نيويورك لعام 2025، ليس فقط لتوجهاته، بل لقدرته على تحقيق تقدم واضح في استطلاعات الرأي حتى من جهات تكرهه!

وُلد ممداني عام 1991 في أوغندا لعائلة مسلمة من أصول هندية، وهاجرت أسرته إلى الولايات المتحدة ليستقرّ في حيّ كوينز بنيويورك. نشأ في بيئة مشبعة بالوعي السياسي والعدالة الاجتماعية، ودرس في جامعة هارفارد، قبل أن ينخرط في العمل المجتمعي ويُنتخب عام 2020 لعضوية الجمعية التشريعية لولاية نيويورك.

وجه ممداني خلال مسيرته اتهامات بالتحيز ضده، سواء بسبب هويته الدينية أو مواقفه السياسية، وصرّح في أكثر من مناسبة أنه يتعرض لتلميحات يومية تصوره كـ”إرهابي”، أو تُسخر من ممارساته الثقافية، بل إن بعض الاستطلاعات طرحت أسئلة موجّهة مثل فرض الطعام الحلال أو تطبيق الشريعة، في محاولة لتأطير صورته بشكل سلبي.

لكن، ما الذي تقوله الأرقام؟

بالعودة إلى 27 استطلاعاً أجريت بين منتصف يونيو ومنتصف أكتوبر 2025، تراوحت نسب التأييد لممداني بين 35% و51%، وغالباً ما تفوّق على منافسه الأبرز أندرو كومو بفارق يتراوح بين +10 إلى +26 نقطة، باستثناء استطلاع HarrisX في 7–8 يوليو الذي أظهر تقدمًا طفيفًا لكومو (+2).

المثير أن هذا التقدم ظهر حتى في استطلاعات نُشرت عبر جهات إعلامية أو مؤسسات يُنظر إليها كخصوم سياسيين. على سبيل المثال، نشرت Fox News استطلاعين نفذتهما Beacon Research/Shaw & Company Research، الأول بين 18–22 سبتمبر والثاني بين 10–14 أكتوبر، وتقدّم فيهما ممداني بنسبة 47% و46% على التوالي.

أما Patriot Polling، التي وُجهت لها انتقادات بالميل للجمهوريين، فقد أظهرت في استطلاعها بين 14–15 أكتوبر تقدم ممداني بنسبة 43%. وكذلك شركة Victory Insights، المعروفة بارتباطها باستراتيجيات انتخابية محافظة، أظهرت في استطلاعها بين 22–23 أكتوبر أن ممداني يتقدّم بنسبة 47%.

حتى بعض المؤسسات الأكاديمية طرحت أسئلة مثيرة للجدل، مثل Siena University التي سألت فقط عن ممداني ما إذا كان سيحقق وعوده الانتخابية، أو Suffolk University التي طرحت سؤالًا مباشرًا حول ما إذا كان يُعتبر “معاديًا للسامية”، ورغم ذلك، حافظ ممداني على تقدمه بنسبة 46% في كلا الاستطلاعين.

وفي هذا السياق، رصد مركز عالم الآراء 34 استطلاعًا للرأي حول زهران ممداني، أجرتها مؤسسات متنوعة بين يوليو وأكتوبر 2025. أظهر التحليل أن ممداني يتقدّم في معظمها بفارق يتراوح بين +6 إلى +26 نقطة أمام منافسيه، مع تفوق واضح في استطلاعات أكاديمية ومهنية مثل Quinnipiac وSiena، مقابل تباينات محدودة في استطلاعات ذات خلفية حزبية أو إعلامية.

وعلى موقع In These Times، في مقال بعنوان ” Why Does the New York Times Keep Ignoring Polls Showing Mamdani Leading with Jewish Voters? “،

لماذا تستمر صحيفة نيويورك تايمز في تجاهل استطلاعات الرأي التي تُظهر تقدم ممداني بين الناخبين اليهود؟

انتقد أحد الكتاب تجاهل صحيفة the New York Times لاستطلاعين للرأي في يوليو أظهرا أن ممداني يتقدم بشكل ملحوظ بين الناخبين اليهود، وتعمدت التضليل للقراء في تغطيتها الإعلامية، فبدلا من القول بأن ممداني كان يكافح في مواجهة المنظمات المؤيدة لإسرائيل، جعلته يكافح في مواجهة الناخبين اليهود!

تكشف هذه الاستطلاعات، على اختلاف الجهات التي أجرتها وتباين توجهاتها الفكرية والسياسية، عن اتساع التأييد الشعبي في نيويورك لزهران ممداني، رغم حملات التشويه والأسئلة الموجَّهة التي سعت للنيل من صورته. هذا التأييد فرض نفسه على مختلف الجهات، حتى تلك التي تقف ضده.

 

انظر قائمة باستطلاعات الرأي التي رصدت نسب التأييد للمرشحين لمنصب عمدة نيويورك ما بين يوليو واكتوبر 2025، والتي قام مركز عالم الآراء بإعداد ملف خاص بها هنا.