يتناول هذا التقرير نتائج استطلاع رأي عينة من الشباب الأردنيين، تجاه العملية الانتخابية المزمع عقدها في 20 أيلول 2016 والتي تتم وفق قانون انتخابي جديد ، وكذلك معرفة نظرتهم لأهمية الانتخابات النيابية، و رأيهم في كونها ستحدث تغييراً ملموساً، بالإضافة الى العوامل والدوافع الرئيسة لهذه الشريحة من المجتمع في اختيار ممثليهم، وتوجهاتهم نحو العملية الانتخابية وإجراءاتها وما يتعلق بها.
طُبِّق هذا الاستطلاع على عينة مكونة من 300 من الشباب الأردني بين عمر (18-35)عاماً، والذين يشكلون حدا مقبولاً احصائياً لتمثيل الشباب الأردني بهذه الفئة العمرية، وكما أنهم يشكلون ما نسبته (48.5%) من إجمالي عدد الذين يحق لهم الاقتراع في الانتخابات النيابية لعام 2016.
تم تصميم عينة هذا الاستطلاع لتكون عشوائية طبقية بطريقة تمثل كافة مناطق المملكة إلى حد كبير مثل: الجامعات والمعاهد، وأماكن العمل والمؤسسات العامة، النقابات المهنية، أماكن تجمع المواطنين وأماكن الترفيه والمجمعات التجارية، وقد بلغت نسبة المستجيبين من الذكور 40 % ونسبة الاناث 60 % من مختلف الفئات العمرية ومن 12محافظة من محافظات المملكة، وشمل الاستطلاع الشباب من مستويات تعليمية متفاوتة بين الدراسة الثانوية وما دون وصولاً إلى درجة الدكتوراه، ضمن نطاق الدراسة، وقد جمعت البيانات من خلال المقابلات الشخصية Face to Face وجها لوجه باستخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، كما بلغ الخطأ التقديري للمعاينة 6.2%± . وقد يعود ذلك بأن عدد اسئلة الاستطلاع كثيرة مقارنة بعدد العينة المستجيبة للاستطلاع.
خضعت عملية كتابة الاسئلة وتدقيق واستخراج نتائج الاستطلاع للمراجعة من قبل خبراء ومختصين في الشأن الشبابي والرأي العام ومناقشة النتائج واخضاعها لاختبارات الصدق والثبات وتحليلها، واستنتاج الملاحظات وتبيان الخلاصة التي خرج بها الاستطلاع ، ومن ثم كتابة المقترحات.
اشترك في تنفيذ هذا الاستطلاع ما يزيد عن 30 شخصاً من باحثي وباحثات جمع بيانات، بالإضافة الى فريق عمل من مركز دراسات الأمة ومركز عالم الآراء لاستطلاعات الرأي بإشراف الباحث د.محمد شرف القضاة و رئيس مركز عالم الآراء د. سامر رضوان أبو رمان، ومدير المشاريع م. أحمد غنيم. وصرح رئيس مركز عالم الآراء د. سامر أبو رمان أن هذا الاستطلاع من مشاريع التمويل الذاتي للمركز وهو ضمن برنامج “ماذا قالوا لنا؟ توجهات الشباب الأردني” والذي سيتبع باستطلاعات أخرى قريباً تتناول التوجهات الاعلامية والاجتماعية للشباب الأردني.
وقد خلص استطلاع الرأي إلى عدد من النتائج المهمة المتعلقة بالعملية الانتخابية في عيون الشباب، كان أبرزها :
يرى حوالي ثلثي الشباب الأردني أن الانتخابات القادمة مهمة بنسبة بلغت (57.7%)، في المقابل أشارت النتائج إلى أن ما نسبته (37.3%) من الشباب المستطلعة آراؤهم ينظرون الى الانتخابات النيابية على أنها حدث غير مهم.
أشار أكثر من ثلث الشباب الأردني إلى أن الانتخابات النيابية تجسد الانتماء للوطن بصورة قليلة بنسبة بلغت (37.3%)، ورأي ما نسبته (25.7%) من الشباب أن الانتخابات تجسد الانتماء للوطن بدرجة كبيرة، وأظهرت النتائج أن الذكور يرون بأن المشاركة في الانتخابات النيابية هي تجسيد للانتماء للوطن بنسبة (47.5%) والإناث بنسبة (57.2%).
أظهرت النتائج أن ما نسبته (46%) من الشباب الأردني يمتلكون معلومات بدرجة ضعيفة ومتوسطة عن قانون الانتخابات الجديد مقابل نسبة 24.3 % يمتلكون بدرجة كبيرة وكبيرة جداً ، ولقد ثبت وجود اختلاف إحصائي معنوي بين الذكور والإناث من حيث معرفتهم بقانون الانتخابات الجديد، إذْ إن متوسط معرفة الذكور بقانون الانتخابات أعلى من متوسط معرفة الإناث به، حيث تشير النتائج إلى أن نسبة الذكور الذين لا يمتلكون أية معلومات عنه (13.3%) مقابل (26%) من الإناث.
أكد ما نسبته (47.0%) ممن استطلعنا رأيه من الشباب أنه سيشارك في الانتخابات النيابية القادمة بنسبة بلغت مقابل (36.0%) أجابوا بأنهم لن يشاركوا في هذه الانتخابات، وتبين أن عدم الثقة بالنواب وعدم نزاهة العملية الانتخابية أهم أسباب عدم مشاركة الشباب الأردني في الانتخابات النيابية.
تبين وجود علاقة ارتباط طردي قوية بين توافر معلومات كافية عن برامج المرشحين واحتمال المشاركة في الانتخابات المقبلة.
توجد علاقة ارتباط طردي قوي بين مدى الاعتقاد بأهمية الانتخابات القادمة واحتمال المشاركة في هذه الانتخابات، فكلما زادت قناعة الشباب بأهمية الانتخابات كلما كانت احتمالية مشاركتهم أكثر.
كلما زادت المعرفة بقانون الانتخابات الجديد زاد احتمال مشاركة الشباب الأردني في هذه الانتخابات.
أجاب (60%) من الشباب الأردني بأنهم لم يشاركوا سابقاً في الانتخابات النيابية، وكما أشارت النتائج إلى أن أهم معيار لاختيار المرشح عند الشباب هو معيار برنامج الخدمات الذي يقدمه المرشح، تلاه الخطاب الأيديولوجي، ولقد ثبت إحصائياً وجود اختلاف بين معايير الاختيار بين كل من الذكور والإناث، إذْ تبين النتائج أن أكثر من (50%) من الإناث سينتخبن على أسس برامجية خدماتية، بينما البعد العشائري كان حاضرا عند الذكور أكثر من الإناث.
الغالبية الساحقة من الشباب الأردني يختارون مرشحيهم بحرية ومن غير تأثير من أحد بنسبة وصلت إلى (84.7%). ولم يثبت وجود أي علاقة إحصائية بين النوع أو التعليم أو السن من جانب وحرية اختيار الشباب لمرشحيهم من جانب آخر.
انقسم الشباب الأردني حول مدى معرفتهم ببرامج المرشحين، حيث أظهرت النتائج أغلبية بسيطة بنسبة (53%) من الشباب لا يمتلكون معلومات كافية عن برامج المرشحين.
يرى ثلثا الشباب الذين تم استطلاع رأيهم (67%) سهولة الوصول إلى مراكز الاقتراع، وقد تبين من النتائج وجود فروق معنوية بين الذكور والإناث من حيث سهولة الوصول إلى مراكز الاقتراع ، إذْ إن نسبة الذكور الذين يرون سهولة الوصول لمراكز اقتراعهم أعلى من نسبة الإناث.
أفاد (53%) من الشباب الأردني بأنهم سيقومون بتشجيع الشباب للمشاركة في الانتخابات، وأظهرت النتائج أن ما نسبته (5%) سيقومون بدعوة نظرائهم الشباب لمقاطعة العملية الانتخابية المقبلة، وقد تبين وجود علاقة طردية قوية بين : مدى توقع مشاركة الشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة ومدى تشجيعهم للشباب الأخرين على المشاركة في هذه الانتخابات، فكلما زاد احتمال مشاركة الشباب في الانتخابات المقبلة كلما زاد تشجيعهم للشباب الآخرين على المشاركة فيها.
بينت النتائج أن الذين يعتقدون أن الشباب ممن تقل أعمارهم عن 35 عاماً متشجعون ومتحمسون للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة هم الأكثر توقعاً للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، والأكثر معرفة بقانون الانتخاب وبرامج المرشحين ويرون أكثر سهولة الوصول إلى مركز الاقتراع والأكثر قناعة بمدى التغيير الايجابي الناتج عن العملية الانتخابية، وسلامة الاجراءات المتخذة من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات للمحافظة على نزاهة الانتخابات، والمشاركة بانتخابات برلمانية سابقا.
سادت حالة من التشاؤم في الأوساط الشبابية من حدوث تغيير جراء العملية الانتخابية، حيث اشارت أغلبية بسيطة ممن استطلعنا رأيهم من الشباب إلى أن العملية الانتخابية القادمة لن تحدث أي تغيير إيجابي أو سلبي في الاردن بنسبة بلغت (46%)، وتظهر النتائج أيضا أنه كلما زاد الاعتقاد بأن الانتخابات النيابية القادمة ستحدث تغييراً في الأردن كلما زادت التوقعات بمشاركة الشباب في هذه الانتخابات، وتبين وجود علاقة ارتباط طردية بين حرية الشباب في اختيار مرشحه بدون قيود واعتقاد الشباب بأن هذه الانتخابات ستحدث تغييراً في الأردن، وتوجد علاقة ارتباط طردي بين اعتقاد الشباب بأن الانتخابات النيابية القادمة ستحدث تغييراً في الأردن وبين تشجيعهم للشباب الآخرين على المشاركة في هذه الانتخابات، وكما عبر ما نسبته (62%) من الشباب عن أنهم وحسب ما يسمعون، فإن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما متشجعون للمشاركة في الانتخابات بدرجة قليلة وبدرجة قليلة جدا مقابل ما نسبته 38% غير متشجعين.
يرى نصف الشباب الأردني أن الهيئة المستقلة للانتخابات ستفشل في ضمان نزاهة العملية الانتخابية و الربع يرون بأنها ستنجح في هذه المهمة، والربع الآخر غير متأكدين.
كان أبرز المقترحات لزيادة مشاركة الشباب في الانتخابات من وجهة نظرهم هي : كوتا شبابية، خفض سن الترشح، نزاهة الانتخابات، تمكين الشباب، زيادة التوعية السياسية للشباب، مخاطبة الشباب من غير وسطاء، الاهتمام بمشاكلهم وأوضاعهم المعيشية، تضمين المقررات الدراسية المدرسية والجامعية مواد عن المشاركة السياسية للشباب.
يتمنى القائمون على هذا الاستطلاع أن توفر نتائجه بيانات ومعلومات مهمة للجهات المختصة تمكنها من ترتيب أولوياتها في مجالات التنمية السياسية للشباب الأردني بما يحقق رغباتهم ويلبي طموحاتهم في التمثيل والتعبير عن مطالبهم .