مشرف عام المركز … د. سامر أبو رمان
شهر رمضان من الشهور المقدسة، ذات طابع خاص يمتلئ بالعديد من العبادات والطاعات التي يقوم بها المسلمون، فيظهر الالتزام أكثر من أي شهر آخر على مدار العام، ويعيش المسلمون فيه برغم الجوع والعطش أجواءٍ روحانية ساحرة حتى أن بعض ممن لا يصلي منهم يحرص على الصيام. ولذا حرَّكت هذه المناسبة بعض استطلاعات رأي المسلمين وغيرهم عن هذا الشهر الفضيل، وما فيه من خصوصية وأثر وممارسة وطبيعة العادات الدينية فيها.
تضمن استطلاع رأي مركز بيو Pew Research Center الذي أجري على عينة من مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018 للتعرف على درجة قُدسية ذلك الشهر الفضيل ومظاهره، حيث أكد 80٪ من العينة على صومهم خلال الشهر، وبنسبة أكثر من المواظبة على الصلوات الخمس في اليوم والتي بلغت (42 ٪) !، وكذلك أكثر من ذهابهم للمساجد أسبوعيًا (43 ٪)، بل أن قُدسية الشهر دفعت النساء المسلمات إلى الالتزام بشهر رمضان من خلال الصيام (82 ٪) أكثر من ارتدائهن للحجاب معظم الوقت (43 ٪)، وفي نفس الإطار أكد استطلاع رأي آخر على نطاق دول في: جنوب شرق آسيا، وجنوب آسيا، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجنوب الصحراء الكبرى، ووسط آسيا، وجنوب أوروبا الشرقية أن غالبية المسلمين يلتزمون بالصيام في رمضان، بواقع تسعة من كل عشرة أفراد بمتوسط( 94 ٪ – 99 ٪) ! .
وفي استطلاع آخر أجراه نفس المركز، والذي تم على أكثر من 38000 مسلم في جميع أنحاء العالم على مستوى 39 دولة، تم السؤال عن العبادات التي يقومون بها ويواظبون عليها خلال شهر رمضان، وقد اتضح أن (63 ٪) من المسلمين (المشمولين بالعينة) يؤدون الصلوات الخمس بانتظام في اليوم خلال شهر رمضان، كما أن (77 ٪) من المسلمين في تلك الدول يُقدِّمون الزكاة في هذا الشهر الكريم، وتصل تلك النسبة إلى (93 ٪) من المسلمين في جنوب شرق آسيا، وإلى (89 ٪) في جنوب آسيا، ولوحظ أن النسبة تقل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتصل إلى (79 ٪)، وتصل إلى (77 ٪) في جنوب الصحراء الكبرى، أما أصغر نسبة فكانت في آسيا الوسطى بواقع (69 ٪)، وفي جنوب وشرق أوروبا وصلت إلى( (56 ٪.
أما الاستطلاعات التي أُجريت على غير المسلمين فقد حاولت قياس معرفتهم بشهر رمضان، فمثلاً أجاب (52 %) من الأمريكيين غير المسلمين بشكلٍ صحيح، بينما أجاب (18 %) منهم بشكل خاطئ، و(30 %) جهلوا الإجابة، مع ملاحظة أن النسبة التي لديها معرفة صحيحة عن شهر رمضان من غير المسلمين تزداد بمرور الوقت.
لهذا الشهر الفضيل مذاقه الخاص وحالة ايمانية فريدة وقدسية ممتدة وعابرة للحدود وذات أثر بالنفوس سرعان ما يأتي ويغادر كلمح البصر، وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.