د. سامر أبو رمان
ربما يكون السؤال عن المشاركة في الانتخابات من أكثر الاسئلة التي تطرح في اسئلة استطلاعات الرأي لقياس التوجهات الانتخابية، وتتنوع صيغ طرح الاسئلة من جهة استطلاعية لأخرى ما بين السؤال المباشر و غير المباشر بالإضافة لخيارات الاجابة، فمثلاً في استمارة مسح القيم العالمي WVS ، يرد السؤال” عندما تحدث الانتخابات هل تصوت؟” ، و يقدم للمستجيب خيارات الإجابة (دائماً – أحياناً – لا أصوت- لا إجابة)
في استطلاع الرأي الذي نشره مركز عالم الآراء لاستطلاعات الرأي أول أمس حول مشاركة الشباب الأردني في الانتخابات، اخترنا السؤال” إلى أي درجة تتوقع أنك ستشارك في الانتخابات النيابية المقبلة التي ستعقد في شهر أيلول 2016 ؟ ” و وضعنا أمام المستجيبين خمس خيارات تراوحت ما بين الجزم بالمشاركة والجزم بعدم المشاركة وهي “سأشارك بالتأكيد”، غالبا سأشارك، ربما أشارك، ” غالبا لن أشارك” ، “حتما لن أشارك”.
وعادة ما يتم جمع الخيارات الموجبة مقابل الخيارات السالبة، ولذا جاءت النتيجة في استطلاع رأي الشباب الأردني بأن (47%) منهم سيشاركون مقابل (36%) أجابوا بأنهم لن يشاركوا في الانتخابات. وقد شكلت نسبة الذين جزموا أنهم بكل تأكيد سيشاركون في الانتخابات (33 %)، في المقابل كانت نسبة الذين أشاروا إلى أنهم حتما لن يشاركوا في العملية الانتخابية المقبلة (21%)، بينما تردد ما نسبته (17%) منهم بين المشاركة وعدمها وهم الذيم اختاروا خيار “ربما أشارك”.
وهكذا تخرج نتائج الاستطلاعات بنسبة المشاركين والمقاطعين، و لكن هل هذه النسبة حقيقية؟ الذي لا يعرفه البعض و نضطر أن نضعه أحياناً في تقاريرنا ولا سيما حينما تكون نسبة من قالوا بالمشاركة عالية كما حدث معنا سابقاً في استطلاع رأي الكويتيين بانتخابات مجلس الأمة الكويتي حين وصلت للنسبة للثلثين، أن نسبة من يقولون بالمشاركة في الاستطلاع أقل ممن يذهبون لصندوق الاقتراع فعلياً وقد تصل لنسبة ما بين 10-15%، فليس كل من قال أنه سيشارك فعلا سيشارك، فالمستجيب قد يغير رأيه و لا سيما عند حدوث تغيرات وتقلبات مرتبطة بالانتخابات أو الشأن العام كما حدث في بعض الدول، وكما أن المستجيب نفسه قد يكسل يوم الانتخاب ويفضل الجلوس في البيت أو المضي في لقاء اجتماعي وحتى رحلة عائلية. فهؤلاء المستجيبون المترددون و غير المقررين بالمشاركة بالانتخابات هم من يشكلون الفرق بين نتائج استطلاع الرأي بمن سيشارك ونسبة المشاركة الفعلية يوم الانتخاب.